3 قصص وعبر من أجمل ما ستقرأ يوما
جميعنا ما أحوجنا للحكمة بزمننا هذا الذي كثرت فيه الابتلاءات وتفاقمت فيه المشكلات.
ولا يوجد أهم من الحكمة والذكاء ليتمتع بهما المرء منا، وصفيان الذهن، وقصص وعبر نوعية من القصص مليئة بالحكمة والعبر التي ما علينا إلا العمل بها بعد قراءتها.
القصــــــــــــــــــــة الأولى:
من سلسلة قصص وعبر مليئة بالعظات والعبر التي تعد كنزا لا يمكن التفريط فيه نهائيا…
بيوم من الأيام دخل طالب من العراق مطعما فوجد أستاذه الذي درسه يعمل خبازا في المطعم فصور هذا الطالب النجيب هذه المأساة والمعاناة لمعلمه القامة الوقور من خلال هذه الأبيات…
ماذا أقول وقد رأيت معلمي
في مطعم الخضراء يعمل طاهيا!
يا ليتني ما عشت يوماً كي أرى
من قادنا للسعد أصبح باكيا
لما رآني غض عني طرفهُ
كي لا أكلمُه ، وأصبح لاهيا
هو مُحرجٌ ، لكنني ناديتهُ
يا من أنرت الدرب خلتك ناسيا!
فأجاب مبتسما، ويمسح كفهُ
أهلا بسامي ، مثل اسمك ساميا
إن كنت تسأل عن وجودي هاهنا
فالوضع أصبح بالإجابة كافيا
الجوع يسكن بيت كل معلم
والبؤس درساً في المدارس ساريا
إن لمتني عما فعلت مصارحاً
فإليك أطرح يا بُنّي سؤاليا
إن عُدت للتدريس أين رواتبي؟
أو كيف أُطعم يا رعاك عياليا؟!
أو كيف أدفع للمُؤجر حقهُ ؟
إن جاء يطلبني ويصرخ عاليا؟!
أو كيف أشرح للعيال دروسهم
وأنا أفكر كيف أرجع ماشيا؟!
أو كيف أُعطي من تميز حقهُ
وأنا أفكر ما عليَّ وما ليا؟!
الكلبُ أصبحَ سَيٍّداً
واللٍّصُّ أصبحَ قاضِيَا
وَأنا المُعَلٍّمُ لَمْ أعِشْ
في العمر يوماً سالِيَا
أفنيتُ عمري في العمل
ما كُنتُ يوماً عاصِيَا
إن غِبتُ يوماً مُرغَماً
رَفَعَ المُدِيرُ غِيابِيَا
و مُوَجِهي إنْ زارَني
ما كانَ يوماً راضِيَا
سَرَقَ اللُّصوصُ رواتبي
شَلُّوا حُقوقي وَ مالِيَا
بِنْتي تَموتُ مِن الأَلَم
و الابنُ يَمشي حافِيَا
مِن أجلِ أطفالي أبيع
عَيني وَ قَلبي راضِيَا
يا مَن ستقرأ قِصتي
أرسِل إليٍّا الشارِيَا
فالعلمُ أصبحَ هَيٍّنٌ
والجهلُ أصبحَ عالِيَا
من ذا يلوم مُعَلِماً
إن صار يعمل ساقِيَا؟!
أو عاملاً في ورشةٍ
أو في المطاعِمِ طاهيَا
أو إن رآهُ بِمسجِدٍ
من ذا يلوم معلما؟!
اقرأ أيضا: قصص وعبر بعنوان ومن عرف الله لم يبق له رغبة فيما سواه
القصـــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــة:
من سلسلة قصص وعبر مليئة بالعظات والعبر…
سأله بين الناس كافة وبأعلى صوت يمتلك: “بماذا رزقت زوجتك؟!”
فأجابه بابتسامة رضا وفرح: “لقد رزقنا الله بابنة غاية في الجمال”.
فأعاد عليه الكرة قائلا: “ابنة؟!، لقد رزقنا الله بالولد السابع؛ لقد أصبح معك سبعة بنات أما أنا فمعي سبعة أبناء ذكور يحملون اسمي ويمتد بهم ذكري في حياتي وبعد مماتي”!
بعد الرجل كلما قابل جاره ينادي عليه بأبي السبعة بنات، أما عن الجار فكان يوقن بأنه يريد بذلك إهانته ولكنه في كل مرة كان يتمالك نفسه ويكتم حزنه في قلبه من أفعال جاره التي لا داعي لها من الأساس.
ودارت بهما الأيام ومرت بهما السنون وكبر الأولاد والبنات، وتزوج الأولاد والبنات أما عن الجارين فكانا يعيشان وحيدان، كان أبو الأولاد لا يزال في غشاوته وبيوم من الأيام قرر زيارة جاره ليتحدث عن إنجازات أولاده السبعة ويسأله عن بناته كعادته، وعندما ذهب إليه بمنزله وجد عنده ما جعله في ضيق وهم حد البكاء أمام جاره الذي طالما كان يجد نفسه أفضل منه بتمييزه بالسبعة أولاد دونه؛ لقد وجد منزله نظيفا وجاره ملابسه لا شائبة بها نظيفة مرتبة مهندمة وأمامه من الطعام ما لذ وطاب.
فسأله في تعجب واستنكار: “من فعل لك كل هذا؟!”
فأجابه أبو البنات قائلا: “بناتي كل يوم تأتيني ابنة على مدار السبعة أيام تنظف لي المنزل وتحميني وتغسل لي ملابسي وتجهز لي الطعام، إنهن يتنافسن في إرضائي في الطعام ويتفنن في إعداده”.
فسأله جاره أبو الأولاد: “كل يوم؟!”
فأجابه: “كل يوم بالتأكيد تدري أنهن سبعة بنات، تأتي كل واحدة منهن مرة بالأسبوع وتأتيني كل يوم منهن ابنة تتكفل بكل متطلباتي دون أن أطلب شيئا يعرفن من تلقاء أنفسهن كل ما أريده وأبتغيه”.
فجلس بجواره أبو الأولاد وقال قولة شهيرة: “أبو البنات ينام ليله دافئ شبع، وأبو الأولاد ينام جوعان متجمد!”
يقال أن الابن يحمل اسم أبيه، مقولة حقيقية كليا ولكن الابنة تحمل أبيها نفسه!
اقرأ أيضا: 3 قصص وعبر ملهمة بتجارب مختلفة
القصـــــــــــــــــــــــــة الثالثــــــــــة:
من سلسلة قصص وعبر مليئة بالعظات والعبر والفوائد التي لا تعد ولا تحصى…
قال (أنطون تشيخوف)…. سألتها ذات يوم وقلت لها: “ما الذى يبقيكِ في خدمة رجل ثمل طوال الليل، ألا تخشين عبثي عندما تأخذ الخمر بعقلي فأصبح أنا لست بأنا؟!”
ضحكت ثم قالت: “يا سيدى كل الذين حاولوا انتهاك جسدي لم يكن يشربون الخمر حينها، إنني لم أر واحداً منهم ثملاً!، كانوا يقرؤون ويكتبون ويسدون النصيحة ويقطرون بالحكمة ويرسمون الصليب طوال الوقت، وحدكَ أنتَ لم تحاول”.
فقلت: “كيف؟!، هل بإمكانك أن تصفين لي كيف أكون في ثمالتى وكيف تطمئنين إليَّ؟
قالت روبرتا: “عندما تأخذك الثمالة تبكى وتردد أشياءً أكاد أن أدونها من فرط إحساسها”.
فسألتها: “هل تذكرين منها شيئاً؟! أي شيء؟!””
قالت: “نعم، إنك دوما وبكل مرة تُقسم لامرأة أنكَ لا تزال تحبها ولن تحب سواها”. (بالطبع كان يردد اسم زوجته الشابة والتي كانت قد توفيت بسبب مرض الكوليرا)
فسألتها: “وما الذى يجعلكِ تطمئنين تجاهي وأنا في هذه الحالة؟!”
فأجابت: “اللاشعور يا سيدى!”
فسألتها مندهشاً: “ماذا تقصدين باللاشعور؟!”
فقالت لي: “لقد قرأت أننا عندما نغيب عن الوعى تتحكم فينا قوى أعظم وأصدق لا تكذب أبداً ، لأننا ببساطة نكون فاقدين السيطرة عليها؛ وكل شيء فقد الإنسان السيطرة عليه لا يكذب؛ كل حماقات العالم جاءت من الكذب باسم الوعى يا سيدى؛ إنك في ثمالتك أصدق من كل الأكاذيب التي رأيتها من أناس يكذبون باسم الوعي”.
اقرأ أيضا: قصص وعبر بعنوان حسن الظن بالله وتغيير الأقدار